أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - زينب رشيد - اوباما..لا تطلق حميدان















المزيد.....

اوباما..لا تطلق حميدان


زينب رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3152 - 2010 / 10 / 12 - 10:22
المحور: حقوق الانسان
    


قبل أسابيع وضعت سيدة فيلبينية مولودها على متن رحلة لشركة طيران الخليج وتركت مولودها في سلة مهملات حمام الطائرة، ليعثر عليه عمال النظافة ويقدموا له العناية اللازمة في اللحظة المناسبة، وفي تحقيقات أجهزة الأمن الفليبينية حول أم المولود وأبيه، تبين أن أمه فلبينية تعمل خادمة لدى أسرة عربية أقدم "ربها" أقصد رب الأسرة على هتك عرضها، ولم يجد حلا لدى اكتشاف حملها منه إلا بطردها.

في بلد عربي آخر ومجاور للبلد الذي خرجت من الفلبينية حاملا، أقدم مواطن عربي على تعذيب خادمته السيريلانكية تعذيبا تعجز عنه أجهزة التعذيب العربي الرسمي، فقد غرز في جسدها عشرات المسامير والابر، وهو الذي كان يهددها بالقتل واخفاء جثتها على مدار الساعة.

في لندن وصلت محاكمة أمير عربي الى نهاياتها تقريبا بعد أن أقر الأمير بذنبه في قتل خادمه الذي تم العثور على جثته في أحد فنادق المدينة، حيث أثبت تقرير الطبيب الشرعي تعرض الخادم لتعذيب وحشي شديد وفي أوقات متعددة قبل القضاء عليه من قبل الأمير المتوحش.

ابن رئيس دولة عربية تم اعتقاله في سويسرا بسبب تعذيبه لخادمته "العربية"، وهو الأمر الذي أدى الى نشوب أزمة بين دولة "أبيه" وسويسرا كان أبرز مافيها من صور مضحكة تكفير الرئيس والد المعتقل لسويسرا ودعوة المسلمين الى مقاطعتها، وتهديد أخت المعتقل لسويسرا وشعبها.

ومن أقصى المغرب العربي تقوم ربة منزل وزوجة قاض بتعذيب خادمتها الطفلة بكيَها في وجهها وحرق جهازها التناسلي بالزيت المغلي وحلق رأسها، وهي قصة من آلاف قصص التعذيب التي تتعرض له الخادمات وأغلبهن بعمر الطفولة.

هذه أمثلة فقط حتى لا يظن البعض خيرا في هذه الأمة، فلا يرى الا قضية السيد حميدان التركي وتعذيبه واغتصابه لخادمته الاندونيسية قبل أن يُلقى عليه القبض من قبل السلطات الأمريكية ويتم تقديمه لمحاكمة عادلة أفضت الى صدور الحكم عليه بالسجن ثمانية وعشرون عاما استنفذ قبلها السيد حميدان ومن وقف خلفه من شخصيات ومؤسسات وسفارات كل ما هو متاح لهم للدفاع عنه.

حميدان التركي مواطن سعودي مبتعث للدراسات العليا في الولايات المتحدة الأمريكية ضمن برنامج الملك عبدالله بن عبد العزيز للابتعاث الخارجي، وهو لم يُشرف بلده ولا ملكه، اذ يبدو من الطبيعي بالنسبة له أن يعاشر خادمته كما يعاشر زوجته تماما، ولا أعلم حقيقة ان كان يهددها بلقمة عيشها التي ذاقت مرارة الغربة عن أهلها ووطنها لأجلها، أم انه كان يجبرها على فعل ذلك بالقوة، أم انه رأى الأمر من زاوية شرعية، فلربما تسرى بها، والتسري مشاع ومحلل في الاسلام اذا يحق لكل مسلم معاشرة جاريته أو جواريه أو ما ملكت يمينه حسب النص القرآني بدون عقد "نكاح"، وكل ما أستطيع ذكره هنا ما ورد في محاضر التحقيق من حصول فعل الاغتصاب مع الخادمة اضافة الى تعذيبها الشديد.

لم يجد السيد حميدان التركي ما يدافع به عن نفسه أمام انفضاح أمره في بلد يعلو فيه القانون وحقوق الانسان على كل دين، إلا أن يتهم اميركا كلها بمعاداته والتربص به كونه مسلم، وكأنه المسلم الوحيد الذي وطأت قدماه الأراضي الأمريكية، أو المسلم الوحيد الذي يمثل امام القضاء الأمريكي فيتم ادانته ان كان مذنبا، أو تبرئته في حال عدم ثبوت ادانته وعدم كفاية الأدلة.

في اتهاماته الشاملة التي يطلقها السيد حميدان تجاه اميركا وشعبها يشعر المراقب، وكأن حميدان و "رهطه" هم العقبة الكأداء الوحيدة التي ربما ستعيق هذا التقدم الأميركي المذهل، أو أن حميدان ربما تفوق عليهم وبدأ ينافسهم في مجالات تفوقهم العسكري والفضائي والتكنولوجي والطبي، أو ربما يحتفظ بأسرار طاقة بديلة عما هو متوفر حاليا ولم يصل الأميركيين الى معرفة ماهيتها، أو ربما لا يريد أن يبيح للأميركيين بأسرار علاج مرض السرطان والايدز التي يبدو ان حميدان قد توصل اليها بجهوده الشخصية، ولهذا كله فقد تربص له الأمن الأمريكي ودبر وفبرك له هذه التهمة الشنيعة بالتواطؤ مع خادمته.

طالما انك تعلم يا سيد حميدان ان الاميركيين يتربصون بك، ويحيكون لك خيوط مؤامرة ستؤدي بك الى السجن أكثر من ربع قرن، لما ذهبت اليهم؟ ولماذا تدرس في جامعاتهم ومعاهدهم؟ ولماذا مئات الآلاف غيرك من أبناء جلدتك وغيرهم من المسلمين يبذلون كل ما بوسعهم ليحصلوا على تأشيرة دخول لهذه البلاد وغيرها من البلاد والحصول على حق الاقامة فيها وهي بلاد كافرة وشغلها الشاغل هو التآمر على المسلمين كما تقول.

هناك أكثر من سبعة ملايين مسلم يعيشون في أميركا أفضل مما يعيش غيرهم، بفضل خرق أغلبيتهم لقوانين البلد بدءا بالتلاعب بفحوص التقدم لنيل شهادة السياقة وليس انتهاءا بالتلاعب ببطاقات التأمين والائتمان، ولو توفرت تأشيرة الدخول الأميركية لكل الراغبين بها من المسلمين لأصبح السبعة ملايين سبعون مليونا وأكثر في غضون شهر واحد فقط، وبوابات كل سفارات أميركا في العالم الاسلامي خير شاهد على ما أقول حيث يفترش الكثيرون الأرض أمام أبواب تلك السفارات سعيا للحصول على تأشيرة دخول. بالمناسبة، لماذا لا يفترش أحد الأرض قبالة السفارات السعودية طالما ان الذهاب الى هناك يُسهل الوصول الى الجنة؟؟!

الى هنا والوضع طبيعي جدا، فالسيد حميدان لم يبتدع جريمة جديدة، فالأمثلة التي ذكرتها في البداية تدل على أن جرائم اغتصاب الخادمات وتعذيبهن هي ظاهرة شائعة في عالمنا العربي، يقابلها اهمال حكومي وقانوني وديني لا حدود له يجعلنا نعتقد بشرعية هذه الجرائم قانونيا وأخلاقيا ودينيا، والسيد حميدان في محاولته وأهله لدرء التهمة عنه يفعل ما يفعله أي مجرم في سبيل الدفاع عن نفسه للتملص من العقوبة وهي محاولات مشروعة لأي متهم طالما انها تأتي في سياق قانوني، أما وقوف أصدقائه المتدينون ومن لف لفهم الى جانبه فربما سببه انهم مقتنعون بأن ما فعله صديقهم بخادمته هو من أبسط حقوقه الشرعية، فمن حق الزوج أن يضرب زوجته اذا امتنعت عن معاشرته فكيف الحال مع خادمته؟!

ماهو غير طبيعي أن ينبري عددا من المحسوبين على التيار الليبرالي للانضواء تحت لواء حملة يقودها رجال دين يكرهون المرأة وحقوقها أكثر من كرههم للغرب المسيحي "الكافر" وللشرق البوذي "المشرك"، ويضع هؤلاء الليبراليين تواقيعهم على رسالة موجهة للرئيس الأمريكي باراك "حسين" اوباما تطالبه بالتدخل لاطلاق سراح حميدان.

ما هو غير طبيعي أن يطالب ليبراليون رئيس دولة يفصل دستورها فصلا تاما وواضحا بين سلطات الدولة الثلاث ويجرم أي محاولة للتدخل، خصوصا من قبل السلطة التنفيذية في صلاحيات تعود للسلطة القضائية أو التشريعية، والأمثلة التي أوردها هؤلاء في رسالتهم على تدخل أكثر من رئيس امريكي لاطلاق سراح محكومين لا تنطبق أبدا على مجرم كالسيد حميدان. انها حالات خاصة جدا حصلت حفاظا على مصالح اميركية عليا تهم الأمن القومي الأميركي بالدرجة الأولى، فمن هو حميدان؟ وما هي أهميته للأمن القومي الأميركي؟ وما هي الفائدة المرجوة امريكيا من اطلاق سراحه؟ اللهم سوى العار الذي سيلحق بامريكا وتسجيل سابقة لم تحصل ولا أعتقد بأنها ستحصل. يبدو ان هؤلاء اعتقدوا ان اوباما حاله حال أي زعيم عربي يختصر السلطات الثلاث وسلطة الصحافة والاعلام، والبلد كله في شخصه فلا يتردد جلالته أو فخامته أو سموه في التعبير عن رحمته وشفقته اذا ما تم استجدائه بشكل علني أن يطلق سراح مجرم كالسيد حميدان.

ما هو غير طبيعي أن ينسى أو يتناسى هؤلاء آلاف المعتقلين ظلما من سجناء الرأي وحرية التعبير الذين تغص بهم السجون العربية من المحيط البائر الى الخليج الفاتر ويحشرون مع المجرمين والقتلة وتجار المخدرات، فالجهود التي تم بذلها في قضية حميدان بدون فائدة تذكر لأنها في غير مكانها، كان من الممكن أن تشكل حالة ضغط حقيقة على كثير من الزعماء العرب لاجبارهم على اطلاق سراح مئات من سجناء الرأي والمطالبين بحقوق الانسان.

أشكر كل الظروف التي ساقت السيد حميدان التركي الى اميركا لينال جزاءه العادل على جريمته البشعة التي اقترفها بحق خادمته، ولو لم يذهب الى هناك لبقي حرا طليقا كالآلاف الذين ارتكبوا مثل جريمته وأبشع منها ولا يزلون أحرارا طلقاء، في ظل قوانين ذكورية غير عادلة وأكثر من ذلك فهي قوانين عنصرية في أكثر من بلد عربي اسلامي لأنها ما زالت تشرع نصوص موادها استنادا الى قاعدة تقول أفضل الخلق المسلمين، وأفضل المسلمين العرب، وأفضل العرب قريش، وأفضل قريش بنو هاشم!

الى اللقاء



#زينب_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأصل في الاسلام هو العنف
- لا يحدث إلا في ديار الاسلام
- نعم أنا فلسطينية
- كاميليا زاخر..حتى لا يكون مصيرها كمصير وفاء قسطنطين
- مسجد قرطبة النيويوركي..مسجد ضرار
- تنويعات على هامش الاسلام وتخلف المسلمين
- سوريا..الطغيان ما زال في صباه
- اسرائيل ونحن...بلا تشابيه
- هل أٌغتيل نصر حامد ابو زيد؟
- لسنا ملك يمينكم ولا يساركم
- عن سوريا وحاجتها الملحَة لأساطيل الحرية
- أردوغان..لعله يكون آخر الأنبياء
- حماس..نكبة النكبات
- لتكن القدس كما مكة قبل الاسلام
- أَيُّهُمَا العصر الجاهلي؟
- ماذا يعلمونهم في المساجد؟
- الى متى تبقى المملكة أسيرة للمافيا المقدسة؟؟
- في اسلام أسامة بن لادن
- عبدالله بن سبأ
- هل تستحق القدس كل هذه الدماء؟؟


المزيد.....




- آخر تطورات احتجاجات الجامعات بأمريكا مع تصاعد الاعتقالات
- توقع بإدراج إسرائيل الشهر المقبل على القائمة السوداء للأمم ا ...
- بعثة أوروبية تتوجه إلى لبنان بدعم بقيمة مليار يورو لوقف تدفق ...
- إعدام سعوديين أدينا بخيانة الوطن وتأييد الفكر الإرهابي
- اليونيسف: رفح تمتلئ بالمقابر والأطفال يُقتلون بشكل ممنهج لكن ...
- اتهام روسيا أمام لجنة حقوق الإنسان بقصف مستشفى بشمال سوريا ع ...
- اشتباكات واعتقالات.. الشرطة تحتشد قرب مخيم احتجاج مؤيد للفلس ...
- ارتفاع حصيلة القتلى في غزة.. واعتقالات في الضفة الغربية
- -خان- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام الزهراني وتستشهد بآية ق ...
- شاهد: اشتباكات واعتقالات.. الشرطة تحتشد قرب مخيم احتجاج مؤيد ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - زينب رشيد - اوباما..لا تطلق حميدان